اردت ان اذهب الى سريري لأرتاح من الملل الذي بدأ ينتابني من كثرة جلوسي امام هذا الجهاز المسمى بالحاسب الالي ..... ولكن للاسف فلم استطع النوم ... فالصداع كاد ان يفجر رأسي فذهبت لأخذ كوب من الشاي وجلست امام التلفاز وياليتني ما فعلت  
وهذا ليس موضوعنا 

فانا اردت ان اتكلم عن الشهامة التي كادت ان تختفي من حياتنا .... والنذالة التي اصبحت موضة العصر ... فنرى الشاب جالسا في اتوبيس مزدحم وبجواره سيدة عجوز .... ونرى بنت محترمة تكاد ان تقتل من كلمات شباب يسيرون وراءها ... ونرى رجل يسكت عندما يرى احد السارقين يمد يده في جيب احد المواظفين .... والكثير والكثير من الامثلة التي انتشرت في الشعب المصري والعربي وكأنها اصبحت موضة مستوردة من الخارج مثل كل شئ استوردناه من الخارج 

الشهامة قيمة رائعة تجعل الشعب كله ذو روح واحدة .... فترى البنت في الشارع فكانها اختك .. وترى العجوز في الاتوبيس كانها امك ... وترى الظلم يقع على الغير كأنه يقع عليك ... فبالشهامة تخرج من سجن الجبن الى حرية الشجاعة .... ومادام انت تدافع عن الحق فتأكد ان الله معك ... ومادام انت تسكت عن الحق فتأكد ان الساكت عن الحق شيطان اخرص 

والشهامة ليس فقط قولا بل هي الاكثر فعلا  والنطق بكلمة الحق في موضع يستدعى العمل وليس القول لا يعتبر شهامة .. فعندما ارى انسان يكاد ان يموت امامي من كثرة النزيف واقول حد يلحقه وانا اقف يامولايا كما خلقتني ... فهذه قمة النذالة ...

والنذالة قيمة منحطة تجعل الشعب اناني ... جبان ... وبالنذالة تقوي الجريمة ... وينتشر الفحشاء ... وينتشر الظلم المعلن بين الناس